ملتحفة بالهلع ، ماضية على وقع دفء دقاتي المزمنة على تتبع أثر ومضة حلم منفلتة من ضفة الأرق في زمن عقال الحروب و الشرود ، في ممرات ملتويه ، أو قل في نهج مستمر لغرقان روحي على أصابع قدماي ،ممسكة أنفاسي حينا ، كنقاط إنقطاع نحو حماقة ،خطوط الدمار العمودية المتوازية و المتتابعة أرسم لي مسارا على مساحة ثابتة، تمتد نحو أفق من غير زوايا ، من غير نقطة بداية ، موصولة مثل السراب ، في سفر بعيد التصوّر لمعتقلات تنتظرني ، لها أسوار عريضة ، بقدر عمقها السالب، إنتقاما لكبريائي، و إستكانته الموجبة التي تستجيب لها مواطن رغبتي و فضول عقلي على أرصفة خشبية مهددة برمية عود ثقاب....بقدر الإثارة فيها كان إرتباكي، و في الأمر تناغم ،كتناغم رقص خطى الفراشات على قوس قزح الصباح ، كتقبيل الندى للفجر و نداء الشمس في زفراتها الأخيرة و هي تستغيث بمد وصل البحر لها فيعانقها واعدا لها بالرجوع ، ككتاب مؤثث بالكرم ، مكتوب يكحل وجعه يُغني فقرك و يروي عطشك من ماء سنين ينبوع حزنه..يشابه أيضا هبوب رياح الخريف العاصفة و تساقط الأوراق من الشجر فتغدو عارية كافتضاح السنين الكهلة أمام المرايا ، في أحوج ما تكون هي إلى ذاك الغطاء الذي يلفها ، يدفئها ، يسترها ، ليزيد من جمالها ، أو تلك التي تهيؤني لبرد الشتاء و قشعريرة الوحدة ،حول نار موقد طاردة لصرّ البرد فينهار فيّ حصن التجميل و التزويق و أكتشف حينها المقاس الصحيح لحلمي ، أو كصوت المطر الذي أسمعه في كل هطول بنفس الإحساس و لا أمتعض منه، و لا أتهرب من بلله و أستمتع معه، و كأنّه يعطيني نفسا جديدا، في حبّ الحياة .. هو محطة موسم فاصل بين عمرين ، و لكلّ منهما لونه و شكله ثلاثي الأبعاد مع إختلاف زاوية الرؤية..هو صك غفران ، مقدم لراهب بصومعته ، ليعلن بما يشبه الواثق ، رؤية بديلة لبداية جديدة لعمر آخر و من يعطيك عمرا آخرا، لا يشبه سابقه فقد أهداك بداية لكل البدايات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق