يا أبي بقلم الاستاذ/ لطفي السيلاوي
يا أبي ..
كنت البيت الكبير الذي يجمعنا ..
كنت السقف فوق رؤوسنا ..
كنت الدفء في كانون.وفي كل الفصول .
كنت إن جلست بجوارك تهامسوا ..واشاروا إلي نِعم الأب .ويغبطونني . ويقولون محظوظة أنت .بأبيك .
كانت اصواتهم يا ابي لا تعلوا في حضورك ..
كانت اللقمة تجمعنا ..
والبنات كن في بيتك سيدات الكون .وصدر البيت لهن ..
يا ابي كانت أُمي في حضورك شيخة . يأم بيتها كل القوم ليقدموا لها الإحترام ...بوجودك كا ن عِزها..
يا أبي كنت العز .
واليوم البيت الكبير أصبح شقق مفروشة ..
وأُمي إمتنعت عن الحديث .
تجلس في زاوية مظلمة .كي لا ترى الصعاليك وقد علت أصواتهم بغيابك . وتنتحب بناتها وقد تيتمن الرجل قبل الأب ..
لا اصوات في غيابك غير اصوات ذوي القربي يُقسّمون ويتقاتلون على التِركة ..
يا أبي بوجودك كا ن لي صدر المكان ..
واليوم انا وحيدة .
لا أعرف هل ابكي أُمي .أو أُختي .أو ابكي نفسي ..أو ابيكك .
ابي كنت رجلاً ولا كل الرجال .. والناس اليوم ما عادوا ناساً .
برحيلك قلت الرجال..
رحماك ابي
اشكو إليك من شوقي
رحماك
. نم بسلام .
لطفي السيلاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق