اعلان

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

و أكتست عيناكِ بالحزن ۩۩ بقلم الكاتب // أ/ عبــده جمعة



و أكتست عيناكِ بالحزن

۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ محادثة ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩
سحابة من حزن و غيوم من هموم ، و آهات صامتة تشق الصدر و سيوف من الغربة برغم الإزدحام تمزق الروح
حبيبتي ، ما الذي جعل عيناك تكتسي حزناً و صوتك يغلفه الألم لتأتي الأشجان تباعاً لتحتل نبضك ،،
ليشق صدر السكون حولك صوت إنهمار الدمع ، و يأخذ ما تبقى من حقائب الأيام لديك ، و يبعثر ما فيها من ذكريات فوق شطوط الجفاف
فلمِ سلك قلبك هذا الطريق و لمن سلك ، دعيني معك قليلاً حتى أسألك ، أهذا عمرك قد هلك ؟ .،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قالت لي :- دائرة أدور في حلقة مفرغة ، متاهة مجبرة على الدخول فيها ، و أيام أمضيها تحت مظلة من التعب و الكلل ، ما عدت أشعر حتى بالملل ، فهل تملك دفتراً مدوناً فيه غياب الصباح عني ، أنهكني الدوار و الغد المبهم ، و الأمس الحزين ، و سؤالي ما زال داخلي و لم أتمرد عليه ، أأنا مثل الأخرين على سبيل التفكر و الإنصهار ، أم أنا يومٌ من الأيام على شفه الإنهيار
قلت لها :- سؤالك مغموس براية بيضاء تسكن في العروق ، و ملامحك ليست ملامحك ، و لا أنت هي أنت ، تغيرت الحروف لديك لتصبح تراتيل تسير و تسير لتصل إلى نفس المسار ، فلما سار مسار قلبك للألم ، و لمَ أكتست عيناك حزناً ؟
قالت لي :- أنا أسيرة في عالمي فقدت المسار الذي كان يشعل فيني الأمل ، و صارت حقائبي مبعثرة ، لا أرنو إلى الحياة كسابق عهدي ، بل أصبحت أهفو إلى حنان الموت ، هل علمت لمَ أكتست عيناي حزناً ..
قلت لها :- هي صرختك ملءُ السماء و لا يسمعها أحد ، هي أخر الطلقات في جسدك المؤجج فيه آهات العدم ، هي أخر رعشة ترتفع فوق الضباب ، فلما تلومين العمر على أهداب الجراح ، و من يشرب دمعك غير كأس الحزن ، فما رسالتك لنا ، و لما تلوذين بالصمت و أنت في قاع المحن ؟ لما ؟
قلت لها :- أرى العتمة و اليأس أسواراً عليكِ و تتفجر أمواج الألم في روحك غاضبة ، و أعلم أن قلبك قد صدق ، فهل وصلت أمنياتك لشاطىء الفراق و بلغت حصن المفترق .
قالت لي :- تشعبت الدروب لدي ، و طعنات تتوالى ، و رؤية ترى اليسير عسير ، و الحلم عندي صعب المنال ، و حياتي برغم الحياة شىء محال . فأي شاطىء ألوذ إليه ، و عن أي مفترق للطرق أبحث أنا ، و أنا الأن من داخلي أحترق ..
قالت لي :- تلك مسيرة القلب المعذب الذي ولد من رحم الشقاء ، و في حياتي لا مفر من القدر ، فلمن أنتصر إذن ، لنفسي ، لروحي ، أم لهذا العمر
قالت لي :- لا يتفجر البركان داخلي إلا عبر دروب الدموع التي حفرت أخدوداً داخل قلبي ، فلمن أبكي و لمن أبكي ، جفت شراييني و أموت بلا كفن يغطيني ، فصار الألم مسجوناً في دمي ، و أنا إن جلست مع الرياح الأتية من كل الفراغات التي تمتلىء ضباباً ، سأصبح داود هذا العصر و أترك لكم رسالتي بترنيمة الذاهبين بلا عودة ، أنا بقايا إنسان ، صرت بقايا إنسان .
قلت لها :- سيسقط الحزن عنك و لن تسقطي أنتِ ، ستولدين تارة أخرى ، فكم من خيار القلب ستأخذين ، و كم من همومك تتركين ؟ و حياتك شمعة للأخرين ، و قلبك ليس بحجر ، فليس موتاً ما نموت ، فكم من قلبٍ في وفاته قد أنتصر .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هي ملامح لنوارس البحر ، لفقدان النور .
لأبراج فوق السحاب قبل هجرتها ، لأحلام ماتت قبل ولادتها ،
۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ أ / عبده جمعه ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩
و في النهاية ، فالقضية ليست كما نتصور و لا كما نرغب,
أصبحنا في زمان غير مسموح لنا فيه بالإعراب عن أحلامنا ، و لا همومنا ،
و لن نجد في الكلمات وصفاً للألم و لا الحزن ،
فأصبحنا نكتب من فوق مشنقة العجز و بقلم فقد مداد التعبير ،
فهذا نحن قد زرعنا العقم في مركب الأيام حتى لا تلد لنا شاطىء يسمى الأمان،
،،،،،،،،،،،،،،،،،

ليست هناك تعليقات: